خواطر عبد الرحمن

خواطر عبد الرحمن
هناك بعض من يدعون التدين ,وترى مظهرهم يوحي بالتمسك بسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كتقصير الثوب واعفاء اللحية الخ..وتراهم مهتمين جدا بهذه التفاصيل ويشددون عليها في مواعظهم وخطبهم..وقد ينكرون على البعض عدم تمسكهم بسنة رسول الله ويقذفونهم بوابل من النصائح والمواعظ بين ترهيب وترغيب!!! لكن العجب كل العجب..من من يدعي التدين والتمسك بسنة رسول الله ثم ترى بعضهم لهم اجساد كبيرة ضخمة سمينة مشبعة بالدهون !! فهذه الدهون التي تتراكم في الجسد لا تتراكم الا في حالة من عدم الاتزان والاسراف في الأكل والشرب....ولو طبقنا ما جاء في الاسلام بما يتعلق بالطعام والشراب من آيات وأحاديث لما كان حال بعضنا كما هو اليوم من انتشار للامراض وتبلد في الفكر وضعف في العزيمة. الم يقل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (( ما ملأ ابن آدم وعاء شر من بطنه)) وقال ((المعدة بيت الداء)). فاذا حضر الطعام تراهم يلتهمون كميات هائلة من الطعام بحجة ان هذا الفعل حلال وغير محرم وينسون قول الله تعالى(( وكلوا واشربوا ولا تسرفوا))...فهل الاسراف من الدين او من تطبيق السنة؟؟؟؟ ثم بعد الانتهاء من الطعام تراه يحضر طبقا من الفواكه او صحن حلوى مليئة بالسكريات....ويلتهمها أيضا مباشرة بعد الانتهاء من غدائه او عشائه...وينسى تعاليم الاسلام بأن لا طعام على طعام......فأكل السكريات او الفواكه بعد الوجبات مباشرة يؤدي إلى حدوث التخمر والتعفن داخل الجهاز الهضمي!! فهل هذا من الاسلام او السنة يا من تدعون التمسك بالسنة!! هذا يا اخوتي ما اسميه الكيل بمكيالين ....فاذا كان البعض منهم قد طبقوا والتزموا بجزء من السنة بقد اهملوا جزءا آخر لا يقل اهمية عنه ....فكيف يحق له ان يأمر او ينهى غيره ويتهمه بترك السنة والتقصير فيها وهو لا يقل شأنا عمن يعظهم! التدين الحقيقي يا إخوتي هو إقامة ميزان العدل على النفس أولا في كل الأمور صغيرها وكبيرها....ثم اذا استقرت نفسه على العدل والسلام والداخلي مع نفسه فيمكنه بعد ذلك من نصح رعيته اولا ومن هو مسؤول عنهم ثم من بعدهم الاصدقاء ومن بعدهم عامة الناس . التدين الحقيقي هو مطابقة القول للفعل والتمسك بالقيم العليا مهما عصفت الظروف...فلو كان الانسان مطابقا اقواله بافعاله وشعر الناس صدقه وصفاءه لاتبعوه واخذوا منه كل كلمة ونصيحة بصدر رحب. لا تنهى عن خلق وتاتي بمثله .......عار عليك إذا فعلت عظيم وهنا دعوة للعودة الى الطبيعة والى ما كان يأكله اهلنا واجدادنا منذ مئات السنين.....فكل ما تاكله يتم تحليله في جسدك ويتحول الى دم وافكار ومشاعر ....قلي ماذا تأكل أقل لك من أنت.......... أخوكم المحب عبد الرحمن